حدثني شُعيْب بن صَخْر ، عن محمّد بن زِياد — وكان في دِيماسِ الحجّاج زمانًا ،
حتى أطلقَه سُلَيْمان حين قام — قال : ٱنتهيْتُ إلى الفرزدقِ ، وهو يُنْشِد
بمكَّة بالرَّدْمِ مديحَ سُليمانَ بن عبدِ الملك ، وهو يقول :
وَكَمْ أطلقَتْ كَفَّاكَ من قَيْدِ بائسٍ ،
ومِنْ عُقْدَةٍ ما كان يُرْجَى ٱنحِلالُهَا
كَثِيراً مِنَ الأَيْدِي الَّتي قدْ تَكَنَّعَتْ
وفَكَّكْــتَ أعْنَاقًا عَـلَـيْها غِلَالُهَا
فقُلتُ أنا والله أحَدُهم ! قال : فأخَذَ بيدي وقال : أيُّها الناس ! سَلُوه ،
فوالله ما كذبتُ قَطُّ .
قال : وخرج عقيلٌ ومعه بنوهُ : عُلَّفَةُ ، وعَمَلَّسُ ، وجَثَّامة ، وابنتُه
الجَرْباء ، حتى إذا كانوا بجَنْب دُومَة الجَنْدلِ ، [ … ] فقال عقيل :
إنّ بنيَّ زمَّــلوني بالـدّم
شِنْشِنةٌ أعرِفُها مِن أَخْزَم
مَنْ يلقَ أُحْدان الرّجالِ يُكْلَمِ
قال محمَّد بن سلَّامٍ الجمحيُّ ، فحدَّثني أبوالغرَّافِ قال : لما توجَّهَ عُمَر بن عُبَيْد الله بن مَعْمر إلى أبي فُدَيْكٍ الشارِيِّ ، امتدحه العجّاجُ فقال :
قَدْ جَبَر الدِّينَ الإلٰهُ فَجَبَرْ
وَعَوَّرَ الرَّحْمٰنُ مَنْ وَلَّى العَوَرْ
يعني أُمَيَّةَ بن عبدالله بن خَالِد بن أَسِيد ، وذاك أنّه توجَّه إِلى أبي فُدَيك فهزمه . فكتَبَ في ذلك إلى عَبدِ الملك بن مَرْوان ، فقال لعُمَر بن عبيد ﭐلله بن مَعْمر : أرأيتَكَ لو كانَ بين عينيَّ وَتِدٌ أكُنْتَ تَنْزِعُه ؟ قال : نَعَمْ ، والله يا أمير المؤمنين ! قال فهذا أبو فُدَيْكٍ وَتِدٌ بين عينيَّ ، فٱخرجْ إليه . قال أَعْفِنِي يا أمير المؤمنين . فلما أَبَى عليه قال : ٱرفَعْ إِلينَا ما جَرَى على يَدَيْك من خراجِ فارس . فأقرَّ له بالخروج ، فتلقّاهُ العجَّاجُ وهو مُتَوجِّه إلى أبي فُدَيْك ، فلما قال :
هٰذَا أَوَانُ الجِدِّ إِذْ جَدَّ عُمَرْ
وصَرَّحَ ﭐبنُ مَعْمَرٍ لِمَنْ ذَمَرْ
قال عُمَر : لا قُوَّة إلاّ بالله . فلمّا قال :
لَاقَدْحَ إنْ لَمْ تُورِ نَارًا بِهَجَرْ
ذَاتَ سَنًا يُوقِدُهَا مَنِ ٱفْتَخَرْ
قال عُمَر : توكّلْتُ على الله ، ولنْ أدعَ جُهْدًا . فلمّا قال :
شَهَادةٌ فِيها طَهُورُ مَنْ طَهَرْ
فكأنّ عُمَر تَطَّير من ذلك ، ثم قال : ما شَاءَ الله .
الصّلتان العبدي
ألا إنما تحظى كليب بشعرها
وبالمجد تحظى نهشل والأقارع
أنا الصلتاني الذي قد عرفتم ،
متى ما يحكـّم فهو بالحكم صادع
أتتني تميم ، حين هابت قضاتها ،
فهل أنت للفصل المبيّن سامع ؟
قضاء امرىء لا يرهب الشتم منكم
وليس له في الحكم منكم منافع
فما رجع الأعشى قضية عامر
وما لتميم في قضائي راجع
فان يك بحر الحنظليين واحدا
فما تستوي حيتانه والضفادع
فيا شاعرا لا شاعر اليوم مثله ،
جرير ، ولكن في كليب تواضع
ويرفع من شعر الفرزدق أنه
ينوء بحيّ ، للخسيسة رافع
يناشدني النصر الفرزدق بعدما
ألحّت عليه من جرير صواقع
دَخَلَتِ ٱلأَمِيرَةُ ، وَوَرَاءَهَا ٱلرَّفِيقُ ، دُونَ أَنْ يَرَاهُ أَحَـدٌ .
وَمَرَّا بِدِهْلِيزٍ طَوِيلٍ ، تُنِيُرهُ عَنَاكِبُ مُشْتَعِلَةٌ ، تَصْعَدُ
وَتَهْبِطُ عَلَى ٱلِحيطِانِ ، فِي سُرْعَةٍ عَجِيبَةٍ . ثُمَّ وَصَلاَ إِلَى
رَدْهَةٍ فَسِيحَةٍ ، مَبْنِيَّةٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلفِضَّـةِ ، وعَلَى
جُدْرَانِهَا وُرُودٌ حَمْرَاءُ وصَفْرَاءُ وَزَرْقَاءُ ، تُرْسِلُ أَشِعَّةً
كَٱلشَّمْسِ ، وَلَكِنْ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَقْتَرِبَ مِنْهَا ،
لِأَنَّ أَغْصَانَهَا ثَعَاِبِينُ سَامَّةٌ ، تُخْرِجُ ٱلنَّارَ مِنْ
أَفْوَاهِهَا ! وَكَانَ ٱلسَّقْفُ مَمْلُوءًا بِالدِّيدَانِ ٱللَّامِعَةِ ،
وَٱلخَفَافِيشِ ٱلزَّرْقَاءِ ، ٱلَّتِي تُرَفْرِفُ بِأَجْنِحَتِهَا …
وفي وسط الردهة عرش كبير ، مصنوع من الزجاج ، ومرفوع فوق هياكل عظمية لأربعة
خيول ، في فم كل حصان منها لجام ، من خيوط العناكب النارية . وعلى العرش وسائد
عجيبة ، كل العجب ، فهي فئران سوداء ، تقرض ذيولها ! ويظلل العرش نسيج عنكبوت
أحمر ، به ذباب أخضر لامع !
على هذا العرش العجيب ، وفي وسط هذه المناظر الغريبة المخيفة ، جلس ساحر عجوز ،
فوق رأسه طرطور ، وبيده منجل . فعندما اقتربت منه الأميرة حياها ، وأجلسها
بجواره .
ثم بدأت الموسيقى والرقص . وكانت فرقة الموسيقى أعجب فرقة تخطر بالبال : إنها
جراد أسود ، وضفادع حمراء ، وبوم قبيح المنظر ! فكانت كل جرادة تصفر ، وكل ضفدعة
تنق ، وكل بومة تضرب بطنها بجناحيها ، بدل الطبول ! أما الراقصون فكانوا أشباحا ، على رؤوسهم نار مشتعلة ! …
ليس الذي يرعى النجوم كَمَلّا نجوم له يرعاها ․․ إن المنايا يسبق المجدَ التليد
هواها ․․ يا من تنال الأُسد من عقباها ․․ جمْع لآلئ جمعُهم جمعاها ․․ تأبى
النفوس بِهَمٍّ يمجع إذا الهم مجع ، وكنت هاشميا بك الشيم تسمو لذاك وعيس الدرب
سائرة نحو الهلاك ونجم البوﱢ مستتر ، ليس من دون الردى إلا عُلابسةً تسعى للمجد
أشتاتا معلقة ، والمجد يشدو كعصفور بلا شجن . من باء بالقيظ مجموعا برمته أضحى
سليل الغث والبيداء والظُلَمِ ! يارُبّ مشغول بلا درك مسلولُ داهيةٍ ظلماءَ
شملولُ ، يهوي صريعا صوب جائحة في متن عكبور شملّيطُ . وشؤبوب العشيّ إذا ما
انثال منهمرا أنّى لطير الدوح أن يثبا ؟ ما زال في النفس ثُؤلول يؤرقها ، إنّ
الشمائل شأو سامق الشهب ؛ أما آن للركب المعرّس أن ينسٰح مرتحلا يا بؤس للأقوام
في اليهماء من شؤم ؛ بانت جحافلْ خميسيٌّ طوالعها ، مَن للزمان إذا نُقب
الشماريخ * يضرب حيزوما عريض الجوشن / يسعى حثيثا فِعل مَن لّا ينثني [ قال ابن
نائم : « الحَيْزوم هو الطّيطوى » ]
ليس الذي يرعى النجوم كَمَلّا نجوم له يرعاها ․․ إن المنايا يسبق المجدَ التليد
هواها ․․ يا من تنال الأُسد من عقباها ․․ جمْع لآلئ جمعُهم جمعاها ․․ تأبى
النفوس بِهَمٍّ يمجع إذا الهم مجع ، وكنت هاشميا بك الشيم تسمو لذاك وعيس الدرب
سائرة نحو الهلاك ونجم البوﱢ مستتر ، ليس من دون الردى إلا عُلابسةً تسعى للمجد
أشتاتا معلقة ، والمجد يشدو كعصفور بلا شجن . من باء بالقيظ مجموعا برمته أضحى
سليل الغث والبيداء والظُلَمِ ! يارُبّ مشغول بلا درك مسلولُ داهيةٍ ظلماءَ
شملولُ ، يهوي صريعا صوب جائحة في متن عكبور شملّيطُ . وشؤبوب العشيّ إذا ما
انثال منهمرا أنّى لطير الدوح أن يثبا ؟ ما زال في النفس ثُؤلول يؤرقها ، إنّ
الشمائل شأو سامق الشهب ؛ أما آن للركب المعرّس أن ينسٰح مرتحلا يا بؤس للأقوام
في اليهماء من شؤم ؛ بانت جحافلْ خميسيٌّ طوالعها ، مَن للزمان إذا نُقب
الشماريخ * يضرب حيزوما عريض الجوشن / يسعى حثيثا فِعل مَن لّا ينثني [ قال ابن
نائم : « الحَيْزوم هو الطّيطوى » ]
ليس الذي يرعى النجوم كَمَلّا نجوم له يرعاها ․․ إن المنايا يسبق المجدَ التليد
هواها ․․ يا من تنال الأُسد من عقباها ․․ جمْع لآلئ جمعُهم جمعاها ․․ تأبى
النفوس بِهَمٍّ يمجع إذا الهم مجع ، وكنت هاشميا بك الشيم تسمو لذاك وعيس الدرب
سائرة نحو الهلاك ونجم البوﱢ مستتر ، ليس من دون الردى إلا عُلابسةً تسعى للمجد
أشتاتا معلقة ، والمجد يشدو كعصفور بلا شجن . من باء بالقيظ مجموعا برمته أضحى
سليل الغث والبيداء والظُلَمِ ! يارُبّ مشغول بلا درك مسلولُ داهيةٍ ظلماءَ
شملولُ ، يهوي صريعا صوب جائحة في متن عكبور شملّيطُ . وشؤبوب العشيّ إذا ما
انثال منهمرا أنّى لطير الدوح أن يثبا ؟ ما زال في النفس ثُؤلول يؤرقها ، إنّ
الشمائل شأو سامق الشهب ؛ أما آن للركب المعرّس أن ينسٰح مرتحلا يا بؤس للأقوام
في اليهماء من شؤم ؛ بانت جحافلْ خميسيٌّ طوالعها ، مَن للزمان إذا نُقب
الشماريخ * يضرب حيزوما عريض الجوشن / يسعى حثيثا فِعل مَن لّا ينثني [ قال ابن
نائم : « الحَيْزوم هو الطّيطوى » ]